کد مطلب:39873 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:227

آثاره العلمیة











أمّا مؤلّفات المترجَم له فنجدها رفیعةٌ عمیقة، أنیقةٌ رقیقة، عذبةٌ سامیة، تجمع بین سموّ الفكر وترف اللفظ والاُسلوب، وهو ما ذكرته عنه فی صدر مقدّمتی هذه من كونه حریصاً علی المزاوجة بین علمه وفنّه، وفضله وإبداعه، فإذا ما قرأتَ بحثاً

علمیّاً بحتاً مهما كان موضوعه خلت أ نّك تقرأ بحثاً أدبیاً جامعاً، لقوّة اُسلوبه ومتانته ونصاعته، یعجبك بیانه المستجمع لكلّ العناصر الأدبیة، مع لطف مواقعه من القلوب، وسرعة تأثیره فی النفوس.

وبعد اجتیاز هذه المرحلة فمؤلّفاته كثیرةٌ أیضاً من حیث الكمّیة، وهذا إن دلّ علی شی ء فإنّما یدلُّ علی ملكةٍ خصبةٍ أصیلة، ومناعةٍ حیّةٍ قویمة، تثبت لمترجمنا عمالقة علمٍ، وبطولة فكرٍ وجهابذة أدب.

والّذی یبدو من كتب التاریخ والتراجم أنّ الشیخ نور الدین كانت له كتبٌ معروفةٌ فی الأوساط، مشتهرةٌ عند العلماء، منتشرةٌ بین الناس، فتراهم یعرّفونه بها لاشتهارها وتداولها.

ولانغالی بشی ءٍ إذا قلنا بأنّ للعدید من علماء الإسلام باعاً كبیراً ویداً طولی فی البحث والتألیف والتجدید والإبداع، متخطّین الحدود التقلیدیة الّتی بقی البعض یدور فی خللها ویقتات من فتاتها، فیبتدئ وینتهی حیث ما ابتدأ منه.

وإذا حفظتْ لنا صفحات التاریخ أسماء العدید من اُولئك الأعلام البارعین والعباقرة المبدعین فإنّ من حقِّ ذلك التاریخ أن یُزیّن صفحاته تلك بذكر سیرة ومؤلّفات عالمٍ فذٍّ شهد القرن التاسع إبداعاته ونتاجاته المتعدّدة المشارب والأشكال.

نعم، لقد أبدع یراع العلّامة ابن الصبّاغ رحمه الله فی إغناء المكتبة الإسلامیة بالجمِّ الكثیر من المؤلّفات القیّمة والبحوث الرائعة فی شتّی العلوم والمعارف الإسلامیة المختلفة، بشكلٍ قلّ نظیره وتضاءل مثاله.

وساُحاول من خلال هذه الأسطر استعراض ما أمكننی حصره من مؤلّفاته تلك، بأبوابها وعلومها المختلفة، المطبوعة منها والمخطوطة، دون اسهاب أو تفصیل.

1- الفصول المهمّة فی معرفة الأئمّة: وهو هذا الكتاب الّذی بین یدیك أ یّها

القارئ الكریم، وهو كتابٌ جلیلٌ قیّم یحتوی علی (304) صفحة من القطع الوزیری، ویشتمل علی غرر مناقب أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب وأولاده المعصومین علیهم السلام، بأسانید جیاد، أكثر رواته من الصحابة وأعلام المحدِّثین، وكان كتاباً مشهوراً متداولاً یُقرأ علی الملأ فی مكّة المكرّمة، ویزدحم الناس لسماعه، وثّقه الأجلّاء من علماء المذاهب الإسلامیة، وأطروه، فهو ثقة، ثبت، صحیح النقل، غیر منسوب إلی هوی ولا أدغال، وهو من رجال أصحاب الحدیث.

2- العِبر فیمن شفّه النظر: الّذی لم یُصنَّف مثله فی بابه، وكفی به شاهداًغزارة علمه وتضلُّعه فی علوم الشریعة أجمع، واعتمده أهل الفضل والعلم، وعدُّوه من الفرائد، وكیف لا یكون كذلك ومؤلّفه من فرسان الحدیث؟! فهماً یقظاً متقناً، كثیر الحدیث جدّاً، ومَن نظر فی مؤلفاته عرف محلّه من الحفظ.

3- تحریر النقول فی مناقب اُمِّنا حوّاء وفاطمة البتول: وهو أكبر من أن تدلَّ علیه وعلی فضله وعلمه وسیره، وأشهر بالكثرة والثقة من أن یوصف حدیثه.

توجد نسخته فی دار الكتب الوطنیة فی باریس تحت رقم (1927).

ولم نوفّق للاطّلاع علی الثانی والثالث منها دونك بقیةكتبه الّتی جاوزت الخمسین.

4- قصائد فی مدح أمیر المؤمنین علیه السلام: علی الرغم من مناعة المؤلِّف رحمه الله فی البیان وحیویّته فی البحث والتتبّع وإحاطته الكاملة بالسنّة النبویّة ومعاجم السیر والحدیث والتاریخ والرجال فقد كان فی بعض الأحایین یخوض عباب الشعر، ویتغلّب علی أمواجه، كأ نّه ابن الشعر ونسیجه وصنیعه، ولا عجب لأنّ فی طبع الإنسان- كما قیل- نزوعاً إلی الترنّم محاكاةً للطیور فی أوكارها، فهو إن قطع مسافةً أو جهد فی عملٍ نزع إلی التشاغل من متاعب جسده بشغل فمه، والترنّم یستدعی كلاماً تسبح به العواطف، وتستلذّه الاُذن، فوجد الشعر بهذه الدواعی.

وتوجد مخطوطتها فی المكتبة الغربیة فی الجامع الكبیر بصنعاء تحت رقم (8) مجامیع.